أبو هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة. لماذا الرؤيا من المبشرات؟ نتكلم عن الرؤيا االصلحة
قبل الجواب على هذا السؤال. متى تكون الرؤيا؟ الرؤيا تكون في النوم، رب قائل يقول لا تكون كذلك في لحظة قصيرة باليقظة هذا الرأي غير دقيق ويحتاج للتوضيح الإنسان لما ينام يدخل في عالم آخر واللحظة هناك قياسها الزمني أكبر وأطول بكثير من قياس عالم الدنيا لهذا الرائي لا يدرك فرق الزمن فيعتقد أنه يقظان. ﻭﻋﻦ ﺃبي سعيد الخدري ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ، ﻗﺎﻝ: (ﺃﺻﺪﻕ ﺍﻟﺮﺅيا ﺑﺎﻷسحاﺭ)
ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺃﻡ ﺃيمن ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺑﺮﺅﻳﺎﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﻗﻄﻊ ﺑﺮﺅﻳﺎﻫﺎ، ﺑﻞ ﺑﺸﺮﻫﺎ ﻭﻫﻨﺄﻫﺎ ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﺭﺃﻳﺖ في ليلتي ﻫﺬﻩ، ﻛﺄﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﻋﻀﺎﺋﻚ ملقى في بتي. ﻓﻘﺎﻝ لها ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ : (ﻧﺎﻣﺖ ﻋﻴﻨﻚ ﻳﺎ ﺃﻡ ﺃيمن، ﺗﻠﺪ فاطمة الحسين فتربينه، ﻓﻴﻜﻮﻥ بعض ﺃﻋﻀﺎﺋﻲ في بيتك)
نعم في المنام نفس ابن آدم تتحرر من قيود البدن تتطلع إلى ملكوت الأعلى وهنا يأتي دور الشياطين لعنة الله عليهم فهم كل همهم أن يعزلوا بني آدم عن ملكوت الغيب لأنه عالم يكشفهم ويكشف زيغهم وضلالاتهم وتزييفهم للحقائق لكن بفضل الله أحيانا لما يقترب أمر الله تكثر رؤى الناس فلا يستطعون ردها فتكون جزء من النبوة . فما يتلقاه الإنسان في المنام ليس له فيه أي إرادة يتلقى فقط يعني مستسلما وملبيا ثم واصفا أفتح قوس هنا المشاهدة للصورة تكون واضحة لكن في الوصف يقع أحيانا لقدرة الرائي قدرة التبليغ المَشاهِد لكن الحمد لله إن كانت من الله فإنه إما يوفق في الأول أو يراها مرار سبحان الله لتأكيد هدف الرؤيا. ولهذا رؤية الله سبحانه وكلماته و فرقانه ورؤية رسوله ورسله تترسخ في الذاكرة ولا يستطيع الشيطان تغطيتها لأنها تحرقه. إذن الأحلام أي الرؤية هي حدث موصوف موصول بالغيب رحمة بنا ولهذا سميت من المبشرات لأنها تعين إتصال عالم الحق بعالمنا وممكن أن نوصفها بجند من جنود الله. من هنا نمكن أن نلاحظ أنه من يرى رؤية تراها نفسه بالبصيرة وليس ببصره. سبحان الله من عرف هذا علم أن الله جعل الشياطين ترانا من حيث لا نراهم فيكتمل الإبتلاء لكن جعل لبني آدم قدرة عظيمة ليعرف ربه سواء في المنام بالرؤية أو في اليقظة بالتفكر في ملكوته وماخلق.
إذن الرؤى بعد النبي هي هدم نسبي للحجاب والحاجز بين عالم المرئي وعالم الشهادة الحقيقي. ولهذا كان رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد صلاة الصبح يقول هل من مبشرات تعليما وتأكيدا. طيب هل الشيطان يموه على الرائي؟ نعم وهذه من أهم شغلاته يموه عليها برموز لا يجليها ويمحيها إلا المعبر سليم القلب ضع خط على سليم القلب أو عالم متمرن. إذن بعد هذا لا يحق أيا كان أن يكذب الرائي لأنه مجرد ناقل لصورة شاهدها ورآها في علم لهدف الله يعلمه وإنما قل تقدر أن تقول اللم أرزقا خيرا واكفنا شرها لن الله يعلم قيقة مرادها وأصلا المؤمن يجعل الله القبول بها في قلبه رغما عنه. ملاحظة الشيطان ليست له القدرة على تزييف وتمويه رؤى الرسل والأئمة لأن عندها يكون معها حجاب حاميها ولأنها خاصة ولأنهم من المخلَصين و المؤمنون..
هذا بتلخيص ما فهمته من الرؤى وربما نتم إن كان شيئا ناقصا والعبد الضعيف ناقص من أصله يحتاج لعناية ربه ولاعلم لنا إلا ما علمنا وفهَّمنا إنه نعم المولى ونعم النصير. وهذا كثروا من الصلاة على الحبيب محمد. دمتم في رعاية الله وحفظه.